عجائب الدنيا السبع القديمة والحديثة
لا شك أن عجائب الدنيا السبع قد تغيرت، إما بفعل الحروب المتعددة أو العوامل الطبيعية التي تحدث لكوكبنا بين الحين والآخر مثل الزلازل، البراكين، سقوط الأمطار وغيرها، إلا أنها تظل محفورة في عقل الإنسان مهما مرت العصور، خاصة القديمة، ونحن لن نتعرف عليها وحدها، بل سنتناول كل شيء بالتفصيل عن عجائب الدنيا السبع الجديدة أيضًا، وذلك من خلال السطور التالية.
عجائب الدنيا السبع القديمة والجديدة
من خلال السطور التالية سوف نسلط الضوء على عجائب الدنيا السبع القديمة، وأيضًا الحديثة، ونترككم تتخيلون كم هي رائعة ولا يمكن تكرارها مرة أخرى.
عجائب الدنيا السبع القديمة
تلك التي أذهلت العالم لدقة تفاصيلها وروعة بنائها، نتعرف عليها سويًا من خلال ما يلي:
فنار الإسكندرية
ذلك الفنار الذي تم تدميره من قبل العوامل الطبيعية، حيث أصيبت المدينة بالعديد من الهزات الأرضية التي ساوته بسطح البحر، حيث كان يقع في جزيرة فاروس، وتعود فكرة بنائه إلى بطليموس الأول، إلا أن وافته المنية قبل أن يقوم بإنشائه.
فقد أسسه وبناه ابنه واستمر الأمر حوالي 33 عامًا بتكلفة عالية للغاية، وبعد الانتهاء منه وصل ارتفاعه إلى 91.44 متر، مما يعني أنه كان صرحًا مرتفعًا للغاية، وكان يتم إ ضائته كل يوم من خلال إشعال النار في قمته.
على الرغم من زوال الفنار، إلا أنه يعد لا يزال محفورًا في ذاكرة مدينة الإسكندرية، كونه من أطول الأبنية التي شيدها الإنسان.
ضريح موسولوس
تم بناء ذلك الضريح في عام 367 ميلاديًا في عهد صاحبه، والذي كان آنذاك حاكمًا لإقليم كاريا، وهو أيضًا الذي قام بتأسيس مدينة هاليكارناسوس، وهي تقع بدولة تركيا في الوقت الحالي، فقد أراد الأهالي أن يقوموا ببناء ذلك الضريح كنوع من أنواع التكريم والتقدير له على تأسيسه للمدينة.
حيث تم تأسيس الضريح بارتفاع 43 متر، ويحتوي على غرفة داخل قاعة كبيرة بها 36 عامود من الطراز الأيواني، أما الهرم المقام به، فإنه يحتوي على 24 درجة، وقم تم وضع اللمسات الأخيرة على الضريح من خلال النقش عليه برموز لها الكثير من المعاني مثل التضحية، الصيد والمعارك.
تمثال رودس
كان لذلك التمثال الأهمية الكبيرة في المجال الاقتصادي والتجاري، فقد تم بنائه في جزيرة رودس اليونانية، وكان هو الأطول والأكثر ضخامة في الحقبة الهلنستية، وكان يمثل إله الشمس هيليوس.
أما عن قصة ذلك التمثال، فهي تعود إلى إرسال أنتيجونيوس المقدوني القوات الخاصة به إلى رودس من أجل معاقبتها على القيام بالتحالف مع ملك مصر بطليموس الأول، حيث استمرت تلك الحرب سنة كاملة، إلا أنه بعد انتهاء ذلك العام، انقلب الأمر رأسًا على عقب، وأرسل المقدوني إلى رودس طلبًا للإغاثة، حيث استطاعت أن تهزم جيشه المكون من 40 ألف جندي.
حيث فر الجيش المهزوم هاربًا تاركًا عدته وذخيرته، فقام أهل الجزيرة ببيعهما وبناء التمثال الضخم احتفالًا بالنصر، إلا أن كل ذلك عبارة عن مجرد ذكرى، حيث تلاشى جراء العديد من الزلازل في تلك المنطقة التي جعلت منه حطامًا.
تمثال زيوس
تم إنشاء ذلك التمثال من قبل النحات صاحب الجنسية اليونانية فيدياس في مدينة أوليمبيا في اليونان وذلك في عام 432 قبل الميلاد، حيث تم تشييده في واحد من أهم المعابد اليونانية، وبلغ ارتفاعه 12 متر بالتقريب.
أما عن جسم التمثال، فقد بني من الذهب والعاج، وله القاعدة الخشبية، ويحمل في يده اليسرى ما يسمى بالصولجان وتم ترصيعه بأنواع المعادن كافة، أما عن اليد اليمنى، فكانت تحمل تمثالًا من التماثيل الصغيرة التي تمثل آلهة النصر لدى الإغريق، ويسمى نايك، ويجلس التمثال على عرش صنع من الذهب والأحجار الكريمة وخشب الأبنوس.
هيكل آرتميس
أيضًا في الحقبة الهلنستية تم تشييد ذلك الهيكل في القرن السادس قبل الميلاد، وهذا الهيكل يقع في المعبد بمدينة إفسوس أو أفسس بدولة تركيا، وهو مصمم من الرخام بالكامل، ويحتوي على الكثير من الأعمدة الضخمة بالداخل، ومن الخارج أيضًا، حيث يحيط به 36 عامودًا.
في القرن الثاني قبل الميلاد تم إعادة بناء الهيكل مرة أخرى، وتم تكرار الأمر مرات عديدة، إلا أنه قد لم يتبق منه الآن سوى حجر الأساس، ونجد في متحف لندن بالمملكة المتحدة بعض البقايا من الهيكل في المعارض.
حديقة بابل المعلقة
تلك التي قام بتشييدها الملك نبوخذ نصر الثاني، وذلك في الفترة التي تترواح بين 605، و562 قبل الميلاد، من أجل أن تكون تلك الحديقة بمثابة هدية لزوجته، وهي على شكل مدرجات صخرية يتراوح ارتفاعها بين 23، 92 متر ومن الممكن التسلق عليها من خلال سلسلة من الأدراج.
يذكر الكاتب ديودورس الصقلي أن تلك الحدائق كالطائرات النبايتة التي تسقي نفسها بنفسها، وذكر أن زوجة الملك كانت تشعر بالحنين إلى الجبال والزهور التي كانت في موطنها الأصلي، مما دفع الملك إلى القيام ببناء تلك الحديقة.
جدير بالذكر أن نعلم أن هيرودوت المؤرج الشهير الذي لم يترك دابة نملة إلا ذكرها، إلا أنه لم يذكر تلك الحدائق أبدًا، على عكس الكثير من المؤرخين المشهورين، إلا أنه على أية حال قد تم تدمير تلك الحديقة بعد مرور قرن من التشييد جراء زلال قوي ضرب البلدة، ولم يعد لها أثر بعد ذلك.
هرم خوفو
الهرم الأكبر الذي بناه قدماء المصريين في الفترة بين 2584، 2561 قبل الميلاد، وذلك بأمر من الفرعون خوفو، حيث أصبح مقبرة له بعد ذلك، وهو يقع في مدينة الجيزة بجمهورية مصر العربية، وظل أكبر الصروح التي بنيت بصنع الإنسان لمدة 40 قرنًا حيث يبلغ ارتفاعه 231 متر من كافة الجوانب، وقام ببناءه حوالي 360 ألف رجل، ويحتوي على حوالي 6 مليون حجرًا، يزيد وزن الواحد منهم عن 2 طن.
عجائب الدنيا السبع الحديثة
تعرفنا من خلال ما سبق على عجائب الدنيا السبع القديمة، وآن الأوان أن نتعرف على العجائب الجديدة من خلال ما يلي:
سور الصين العظيم
هو بناء حجري يزيد طوله عن 8000 كيلو متر حيث يحد الصين من الشرق والغرب، وهي مسافة شاهقة، مما يجعل السياح يأتون لرؤيته من كل حدب وصوب، وقد قام ببناءه أحد الملوك الصينية وهو تشين شي هوانج من أجل حماية الدولة من العدوان المغولي والغارات التي كانت تشن على مملكته.
قد كان ذلك في القرن الثالث قبل الميلاد، ولا يزال السور متواجدًا حتى الآن، ويعد أطول صرح من حيث المسافة، تم تشييده على يد الإنسان.
هرم تشيتشن إيتزا
هو أحد أهم المعالم المكسيكية وقد تم تشييده في الفترة التي تتراوح بين القرنين التاسع والثاني عشر ميلاديًا، حيث يقع في شمال شبه جزيرة يوكاتان، وقد استخدمه المحاربين القدامى، وأيضًا من أجل الرصد.
أما عن حجم الهرم فإن ارتفاعه هو 24 متر، كما أنه يحتوي على معبد بارتفاع 6 أمتار، أما عن قاعدة المعبد فإنها تبلغ حوالي 55.3 متر.
صرح الكولوسيوم
يوجد ذلك الصرح في مدينة روما بإيطاليا بالقرب من المنتدى الروماني في ناحية الشرق، وقد شييد من الخرسانة والحجر، وذلك في عهد القيصر فسبازيان وتم الانتهاء منه في عهد وريثه الامبراطور تتيوس، حيث بدأ بنائه في عام 72 قبل الميلاد، وانتهى البناء في عام 80 ميلاديًا.
يستخدم ذلك الصرح في إقامة مصارعات الحيوانات، الحفلات، وغيرها من الأغراض، لكن لم يبقى هذا الصرح على حاله، حيث أدت الزلازل إلى انهيار شق كبير منه، إلا أنه لا يزال على أرضنا اليوم كرمز من رموز الامبراطوية الرومانية.
تاج محل
هو ضريح كبير تم تشييده من الرخام الأبيض، وكان ذلك في عام 1623 ميلاديًا، على يد الامبراطور المغولي شاه جهان، وتاج محل في الأصل هي زوجته التي أراد أن يبني لها ذلك الضريح دلالة على حبه لها، وانتهى من بناءه في عام 1653 ميلاديًا، أي أنه أخذ 30 عامًا في التشييد.
جدير بالذكر أنه تم تشغيل حوالي 20 ألف عامل من أجل الانتهاء من الضريح الذي له الشكل الرباعي ويقع في الهند بمدينة أغرا على أطراف نهر يمنا.
مدينة باتشو بيتشو
تلك التي تقع على جانب نهر أوروبامبا ببلدة بيرو في كوزو، وبناها الشعب الإنكا باتشاكوتي في عام 1450 ميلاديًا، ومن أهم ما يميزها أنها ذات ارتفاع شاهق، حيث تعلو عن البحر بمسافة 2340 متر، واكتشفها الأمريكي هيرام بينغهام الثالث حديثًا.
حيث كان ذلك في عام 1911 ميلاديًا، أي من حوالي ما يزيد عن قرن واحد، وهي تحتوي على ثلاث مباني شهيرة، غرفة النوافذ الثلاثة، معبد الشمس، وأيضًا انتي واتانا.
مدينة البتراء
تقع تلك المدينة في وادي عربة، محافظة معان، دولة الأردن، ومن الممكن أن تسمع أنها تسمى بالمدينة الوردية أيضًا، وقد تم بنائها على يد من يسمون بالأنباط، وكان ذلك في عام 312 قبل الميلاد، حيث كانت مركزًا للتجارة آنذاك، نظرًا لأنها كانت في موقع متميز.
جدير بالذكر أن تلك المدينة قد تم اكتشافها من قبل المؤرخ الرحالة جون لويس، وكان ذلك في عام 1812 ميلاديًا، أن منذ ما يزيد عن قرنين فقط.
المسيح الفادي
هو تمثال ضخم في مدينة ريو دي جانيرو التي تقع في دولة البرازيل، وهو يرمز إلى السيد المسيح (عيسى عليه السلام)، وهو من أهم الرموز لدى الطائفة المسيحية، ليس داخل دولة البرازيل فحسب، وإنما في سائر البقاع حول العالم، خاصة وأنه قد تم تشييد كنيسة رومانية للكاثوليك في قاعدة التمثال.
أما عن مواصفاته، فإنه طوله 30 متر ووزنه 635 طن، ويقع على جبل كوركوفادو، والذي يبلغ ارتفاعه 700 متر، وشيده المهندس هيتور دي سلفا كوستا والذي كان برازيلي الجنسية، ونحته باول لاندويسكي وذلك في الفترة الزمنية من 1922 إلى 1937 ميلاديًا، أي استغرق بناءه حوالي 15 عامًا.
مهما مر علينا من سنوات، لابد وتظل عجائب الدنيا السبع القديمة والحديثة راسخة في أذهاننا، فهي عبارة عن تاريخ متأصل لا يمكن أن يتكرر ثانية.