حدائق بابل المعلقة
هل هي أسطورة أم حقيقة؟ هل كانت بالفعل تلك الحديقة المميزة موجودة على أرض الواقع، أم أنها محض قصة ابتدعها أحد الأشخاص وتداولت بين الكثيرين إلى أن وصلت إلى يومنا هذا؟ فوصف تلك الحديقة أشبه بشيء لم تره العين من قبل، لكن مع ذلك نجد أن الكثير من المؤرخين قد ذكروها، ودخلت قائمة من عجائب الدنيا السبع القديمة، لن أطيل عليكم الحديث، هيا بنا نسلط الضوء على تلك الحديقة الآسرة للعقول من خلال السطور القادمة.
حدائق بابل المعلقة
نعم، هي إحدى عجائب الدنيا السبع كما ذكرنا سلفًا، وكان ذلك في العالم القديم، حيث قيل إنها بنيت بالقرب من مدينة بابل الحالية بالعراق، وسميت بالمعلقة لأنها بنيت من خلال الزراعة العمودية.
فقد قام ستيفاني دالي بعمل العديد من الأبحاث التي استغرقت ما يزيد عن 20 عامًا، والذي تيقن من خلالها أن تلك الحديقة كانت موجودة بالفعل تبعًا للنقوش التي وجدها على عدد من المحاريب.
يقال أيضًا أن تلك الحديقة قام بتأسيسها الملك نبوخذنصر الثاني في فترة حكمه من عام 562 إلى عام 605 ميلاديًا، وهو بابلي الأصل من أجل أن يقوم بإرضاء زوجته ايتس الميدونية التي كانت تحن إلى موطنها الأصلي، فزرع لها الزهور التي تحبها وتتشوق لرؤيتها، كما يقال إنها كانت لا تحب العيش في الأراضي المسطحة الخاوية من مظاهر الحياة.
وصف حديقة بابل
ذكر المؤرخون أن حديقة بابل كانت تبلغ مساحتها حوالي 14000 متر مربع، وكانت تتشكل من طبقات، واحدة تعلو الأخرى، وهكذا، وصولًا إلى قمة الحديقة.
كما يذكر التاريخ أنه هناك العديد من الآلات المبتكرة التي قامت بريها، حيث ترفع المياه من الأنهار عن طريق عدة أنابيب، وهناك الكثير من الموظفين القائمين على ذلك الأمر.
إلا أن التغيرات الأرضية التي أصابت موقع الحديقة أدت إلى دمارها وفقدن أية أثر لها.
موقع حديقة بابل
نظرًا لعدم توافر أية آثار لتلك الحديقة، كان من الصعب تحديد موقعها بصورة دقيقة، وعلى الرغم من أن اسمها بابل، لكن لا يعني ذلك أنها من الضروري أن كانت بتلك المدينة، ما هي إلا مجرد اجتهادات من المؤرخين.
فهناك أقاويل تشير إلى أنها كانت بمنطقة جنوب نينوي، وهي عاصمة الإمبراطورية الآشورية، إلا أن الأمر الأقرب إلى الحقيقة إن كانت تلك الحديقة بالفعل متواجدة، فإنها كانت بالقرب من مدينة بابل التي تقع في بلاد ما بين النهرين.
حيث نجد أنه هناك بعض الحفريات داخل المدينة تشير إلى أن تلك الحدائق كانت بالفعل هناك في يوم من الأيام، لكن كل ذلك من الممكن ألا يكون مثيرًا للعجب بقدر ارتفاع المياه لتلك المسافة الشاهقة من أجل ري الحديقة.
جدير بالذكر أن المؤرخ الشهير هيرودوت، والذي كان لا يفوت شاردة ولا واردة إلا وكتبها، لم يذكر تلك الحديقة على الإطلاق، على الرغم من أنه هناك الكثير من مشاهير المؤرخين قد قاموا بذكرها أيضًا، فهل كانت حقًا أسطورة؟
حتى الآن لم نصل إلى الخبر اليقين بأن حديقة بابل المعلقة كانت متواجدة بالفعل، بالأوصاف التي ذكرت، كما لو أنها ستظل لغزًا يحير الكثير من الأجيال، لكن مع ذلك، فإن مجرد تخيلها تبعًا للمعلومات التي بين يدينا، يجعلنا نشعر بالسعادة البالغة.